سنوات الموسيقى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يامن كنت حبيبى............................................. .......

اذهب الى الأسفل

يامن كنت حبيبى............................................. ....... Empty يامن كنت حبيبى............................................. .......

مُساهمة من طرف مليسا الإثنين أبريل 21, 2008 6:16 am

--------------------------------------------------------------------------------

يامن كنت حبيبى............................................. .......


"حبيبى....
"بهذا الخطاب تنتهى قصة حب مريرة, وتنتهى سبع سنوات من عمرى.... سنوات طويلة عريضة , فيها رهبة البحر, وفيها وحشة الصحراء وفيها حب من طرف واحد....هو انا دائما.... لقد كنت فى خلال هذه السنوات كالصياد الذى ركب زورقا صغيرا ونزل الى البحر فى يوم مطير. وليس عليه الاثوب ممزق وكان هذا الثوب المتواضع هو حبى لك....

وكان جمودك هو المقص الذى مزق ثوبى.

ولبست الثوب, ولم اكرهك ابدا, وفى كل يوم كنت القى بالشباك لاصيد شيئا واحدا هو انت.. لقد سمعتك ولم اراك, ورايتك ولم افز بقلبك.. زكان عندى امل, ولم افقد املى ابدا.. ان ابليس الذى طرده الله من الجنة, مايزال يحلم بالعودة اليها... انه لم يفقد امله ايضا... والله قادر على ان يعفو عن الخاطئين حتى لو, كانوا كلهم من ابناء ابليس... ولكن لم اكن هذا الابليس, ولم تكن هذا الاله... وهذا هو الذى جعل موقفى صعبا..... ياعزيزى... وياحبيبى.. لقد كنت انت طفلا....انك لم تكبر.... فانت تتصور ان حبى لك هو "مصروف" جيبك.... وهذا المصروف يجب ان ادفعه لك كل يوم.... انا التى ادفع دائما, وانت الذى تضع المصروف فى جيبك...وكثيرا ما كان جيبك مثقوبا. وكان حبى يسقط من جيبك الى الارض وكثيرا ما كنت اجمعه من افواه الناس.. من افواه اخوتك واخوتى وزملائى, وفى اليوم التالى اقدم لك هذا المصروف الكبير جدا... انه كبير بالنسبة لى... وكان بالنسبة لك قليلا.... وانت على حق... فانت تستحق الكثير... تستحق اكثر مما اعطيتك.. لك الدنيا كلها, لو كنت املك الدنيا ولكننى لا املك الا انفسى وقد بذلتها لك راضية طائعة...


" ثم رايت حبى يمشى فى اتجاه واحد... ولا يرتد ناحيتى.. كان قلبى كالشمس تمشى من الشرق الى الغرب, ولا ترجع من الغرب الى الشرق, وحاولت المستحيل معك, حاولت ان اعلمك كلمات الحب لتقولها لى... حاولت ان اجعل الحب على لسانك نشيدا, حاولت ان ادفعك الى ان تكذب على , وتقول لى ولو مرة واحدة : أحبك..............

وكان السبب هو اننى اريد ان ارى وجهك وانت تقول هذه الحروف الصغيرة التى انتظرتها طول عمرى.... ثم حاولت ان اتخيل الفتاة السعيدة التى ستقول لها : أحبك... يوما من الايام .... وكان هذا هو المستحيل ! بل اننى طلبت اليك ان تحب فتاة اخرى,ان تعرف معنى العذاب الذى الاقيه, ان تعرف الاشياء الصغيرة التى تجعلنى سعيدة والاشياء الصغيرة التى تعذبنى.... لم اكن اكرهك ابدا.. وانا اقول... لك هذا... وانما احببتك واشفقت عليك...اشفقت عليك لانك مسكين لاتعرف طعم اللذة التى يشعر بها المحبون, ولاتعرف الخيال الجميل الذى ينام فيه المحبون... انت محروم من احساس اخر غير العين والاذن والانف واللسان... احساس لاتعرفه انت....لقد صليت من اجلك ودعوت الله ان يعطيك هذا الاحساس, وان يحرمك من عذابى فاننى لن اكرهك ابدا...

لقد طلبت منك ان تحبنى... اما حبى لك, فهو كالمطر ينزل من السحاب ينزل من تلقاء نفسه... اما حبك لى, فهو كالماء الذى ينزل من الحنفية... ينزل بالطلب. ورضيت ان تحبنى انت بناء على طلبى.. رضيت ان اكون محبوبة لك رغم انفك... رضيت بهذا الهوان.. فانا لا اتصور انك تكرهنى... انت لاتستطيع ان تكرهنى ........... فلست دميمة, ولست غبية, ثم اننى أحبك... وانا احب هذا العبء من اجل الرجل الذى احبه... وانا ككل فتاة اخرى تحب العذاب من اجل الذين نحبهم.............

"ولم افقد املى ابدا.... كنت مؤمنة بان قلبك كالة التصوير, وان هذه الاله ستنفتح يوما من الايام ولن تجد امامها سواى... ساكون الصورة الاولى التى تنطبع على اول فيلم فى حياتك.... وفى كل مرة كنت اتوهم ذلك اكتشف ان الة التصوير تتحرك, ولم يكن فى داخلها فيلم... ولم أيأس. وقلت انه يلعب بالنار, والذى يلعب لا بد ان تتعلق النار بثوبه ولا اقول بقلبه, فلم اكن طموحة الى هذه الدرجة.........

"وايقنت اخيرا اننى اقاوم فيك غرور الرجل, فالرجل يكره ان يبدو ضعيفا وغروره يجعله يتصور ان الحب ضعف... وكنت اقوم فيك هذا الحب, وكنت اكره ان ارى على وجهك مظاهر الحب... كنت احبك ان تقلق على, وكنت اكره ان تبدو ان قلقا, كنت اتمنى ان ارى دموعك من اجلى, وكنت اكره دموعك... ويئست عندما وجدت ان غرورك قد انتفخ حتى اصبح كرشا تحمله على صدرك ويرفع راسك الى الوراء.. لم يكن غرورك حالة نفسية وانما كان حالة جسمية... لقد اصبح غرورك شيئا تراه العين بوضوح... ولكننى اكره الرجل الذليل, اكره الرجل الذى يحنى راسه, ولو كان ذلك من اجلى.... اننى لا اريدك ضعيفا, وانما اريدك قويا... فان قوتك هذه تضاعف من عذابى, فكان الله قد خلقنا نحن النساء لنفنى ويبقى الرجال........


"ولم اغضب عندما طلبت اليك ان تعطينى ما اعطيتك... هل تعرف الكلمة التى تنطبق على حالى : هى ان اكون شحاذة.. ول اتردد فى ان اكون شحاذة اذا كان هذا يسرك... وانا اعلم ان الرهبان يلبسون ملابس الشحاذين ويمدون ايديهم الى الناس, لماذا؟ لانهم يتحايلون على الثواب من الله....... وقد تحايلت على رضاك... ثرت عليك... وركعت امامك, رفعت يدى فى وجهك, ووضعت قلبى عند قدمك... وقد كنت راهبة فى حبك, تركت العالم لافكر فيك, القيت بالطعام الذى يملاء فمى ومعدتى, واقبلت على الذكرى التى تملاء خيالى وقلبى... كل ذلك من اجلك... وبحثت عنك فلم اجدك كاننى القيت الشبكة على شاطىء البحر حيث التراب والصخور الجفاف وكانها جميعا عقلك وقلبك.........

"واحسست شيئا غريبا جدا........ شيئا اوجع قلبى......... احسست كان الحب هو "طاقية الاخفاء" كلما لبستها اختفيت من عينيك وتلاشيت من اذنيك واصبحت شبحا لا تلمسنى اصابعك......... واحسست اننى احد اللصوص واننى ارجو ان افتح خزانة قلبك وان اضع نفسى فيها بالقوة......... وتمنيت ان ارى قلبك ولو بالقوة....... وكرهت ان انال حبك بالسرقة... وكنت اتصور ان الحب هو المصباح الذى حدثتنا عنه قصص الف ليلة وليلة.......... انه "مصباح علاء الدين" الذى يضىء للناس السبيل الى الكنز... وليس لى من كنز الا قلبك....... ولكن اين هذا المصباح, اننى لا اجده لكى ارى قلبك, بل ان قلبك ياحبيبى هو هو مصباح علاء الدين.... هو الذى ينير الدنيا من اولها لاخرها وانت اولها وانت اخرها.........

وادركت شيئا اخر........ لقد كانت دعوتى اليك دعوة رجعية فنحن فى عصر الحريات... فكل انسان يطلب الحرية من الاستعمار ومن طغيان الاجنبى.... اما انا فلم اكن اطلب الحرية منك, وانما اطلب قيودك... اطلب استعمارك لعواطفى... اطلب حمايتك ووصايتك... اطلب ان تضمنى الى املاكك... الى كلبك وعربتك واهلك... ولا يدهشنى ابدا انك رفضت هذه الدعوة الرجعية... فانت احد ابناء هذا العصر.... انت من ابناء الجيل الجديد.... وانتهز هذه الفرصة, واهنئك به بالطريقة التى عودتك عليها منذ سبع سنوات, انت تعرفها... ولكن لا مانع من ذكرها.. لقد كنت اقبل يدك .... وانا الان اتخيل يدك واقبلها مرة اخرى... فكل شىء سيصبح خيالا منذ اليوم...
".........حتى كان اول امس !!".........
"........ وهذه النقط وقد وضعتها يوما وتركت هذا الخطاب واعود اليوم فاكمله... لقد كان اول امس وطلبت منك بصراحة- وليتنى مافعلت - ان تقول لى ان كنت تحبنى ام لا.. وكان ردك صريحا : انك لاتحبنى !

"لقد كان سكينا مزق قلبى... او مزقنى... او مزق الدنيا كلها حولى... او مزق الارض تحت قدمى فسقطت فى حفرة واسعة عميقة... عرفت اليوم انها قبر حبى... لم اكره صراحتك... وان كنت ادفعك دائما الى الكذب ... لقد كانت عبارتك كالحكم بالاعدام .... وكنت تنطق بهذا الحكم بنفس البساطة التى ينطق بها مفتى الديار.... او كانك تنطق بقرار نقل موظف من القاهرة الى الاسكندرية.... وقد كنت موظفة عندك, وكانت وظيفتى هى ان احبك..... وقد انتقلت مثلا من الدنيا الى الاخرة. والحقيقة انه لم يكن قرار بالنقل ولكن قرار بالطرد من دنياك ومن عذابك..........

"ولم اقطع الرجاء... فقد كنت اتوقع الحكم بالبراءة بين لحظة واخرى. كنت اتوقع ان ينقطع حبل المشنقة وان الذى سيقطع هذا الحبل هو انت وحدك, فانت الذى فى يدك الحبل وفى وسعك ان تضعه فى عنقى وان تضعه فى رجلى, وان تجعله عقدا من الورد والياسمين........

"والنتيجة هى اننى فقدت كل شىء.... فقدت شعورى لم اعد حتى قادرة على الالم, لم اعد قادرة على الشعور بالسعادة...... هل تعرف الذى يصطدم بالحائط بقوة... انه يصاب بدوخة ويفقد شعوره... وانا قد اصطدمت بالحائط... اصطدمت بك... اصطدم راسى وقلبى وعقلى.. هل تعرف الذى كان يملك مليون جنيه ثم فوجىء باشتعال النار فى كل امواله... بل ليتها كانت نارا.... بل كانت مياها جليدية واغرقت كل ثروته.... لقد اصيب بفقدان تام للشعور بالالم او الحزن... اننى الان بلا شعور... ولكننى لم اكرهك....

"اما بقية القصة فحوادثها سريعة جدا ولا تهمك ابدا .... واقول لك كل الحوادث فى كلمتين : لقد سالنى ابى ان كنت اقبل الزواج من ابن عمى .... ولم اقل لا ولم اقل نعم لاننى مت ! !
وفهم ابى اننى وافقت على الزواج.........
فقال مبروك.....!!

"ولا يزال كل الناس يكررون هذه الكلمة وهى كلمة لا معنى لها... ككل شىء لا معنى له...... حتى انت ! واحسست بالراحة عندما وافقت على الزواج........ لقد كان زواجا غريبا... لقد عقدوا قرانى وانا ميتة, وانا على فراش الموت, بل وانا فى القبر.. وكان ابى سعيدا..... وكان خطيبى سعيدا, تصور انى مازلت مصدرا للسعادة... انا مصدر السعادة....... انا الشقية الضائعة مصدر لسعادة الاخرين.........

"ان احسن شىء قراته هذا الاسبوع هو ما نشرته الصحف عن الحكومة الفرنسية التى وافقت على زواج مائة فتاة من مائة جندى ماتوا فى الحرب... وافقت على زواج الفتاة الحية من الرجل الميت لماذا ؟ لكى يكون لهذه الفتاة نصيب فى معاش هذا الجندى الذى مات بعد ان وعدها بالزواج... وانا عشت معك بلا وعد, بلا كلمة, بلا معنى لشىء . فقد كنت انا الذى اضع المعانى لكلمات لاتعرفها انت... هذه هى اخر اخبارى.. وكلها بلا معنى لا هى ولا انا ولا انت... ولك سلامى ان كان للسلام مكان فى حياتى او فى حياتك... وقبل ان اضع النقطة الاخيرة فى هذه الرسالة اضع "طاقية الاخفاء" على حياتى كلها
لأننى ::

تعبت.......

"وتعبت

"حتى فقدت الشعور......

"بالتعب !"
مليسا
مليسا
عضو جديد

انثى
عدد الرسائل : 400
العمر : 35
المزاج : 100%
سنوات الموسيقى : بنوتة امورة
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

https://mazika879.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى